حورية

اذا ماجئت يوما من وراء الحقول
تسأل عن ضياء كان يسطع هنا ويجول
اسأل عن من ثناياها ترفرف بين السطور
وانظر في خيالات الماء اشعارا وطروب
هنا اميرة بالحسن عاشت منذ عصور
سقتها الينابيع رحيقا و عبقا و زهور
كحلتها الشمس بألوانها وزينتها الطيور
واعتراها للقرب من البحر يوما فضول
فذهبت حافيه بغير زورق ومن غير رجوع
لامس الموج قدميها وطواها بجنون
حورية تتلالئ كل غسق وكل شروق
تتلمس الشمس وطيفها بالبحر مسجون
ان رأيتها يوما قبيل الصباح او قبيل الغروب
قل لها لا تندمي ياصغيرتي هذا هو المكتوب
ليس بأيدينا ولكن قدر في صفحاتنا مسطور

غرور

وما أنا ممن يراق لهم ادمعا
ولا حرفا في وصل معشوق رنا
قل لها شعري من الجميلات اجملا
كحلته برحيق اهدابهن ... بالعلا
لقاؤنا ليس نبضا يمنحني الحياة
وتبسمي ليس رهين ثغرها و الممات
ان كان جمالها قصرا ماؤه زلال
فجمال ابياتي فردوسا يزينه هلال
لن اذل كلماتي بجمال وصفها
فكلماتي اكبر مما بعينيها يقال

مذكرات

لي حبيب في رمش عينيه لهيب
و جمر وصله غايتي واطفاء للحريق
النار تتلظى بمقلتيه وبوصله جرحي يطيب
يسكن احشائي وبعمق اعماق قلبي يبيت
نظرة منه سكين تطعن اعجزت حتى الطبيب
ونظرة اخرى داء ودواء وعطر ومسك و طيب
ياسيد العشق حلفتك لا تحرمني من وصل جميل
واسقني النار ... فنارك ثلج وبرد وتجريح
راحة وهناء وعذاب لا اعرف ما زلت اطلب المزيد
ألم الشوق يغريني لطيب وصلك ياعمري الحبيب
وقربك بركان اذوب في حممه ولا لن احيد
لن احيد عن درب زارته خطاك يدعوني فاستجيب
عطرك سيدي بوصلتي ...به استدل واحلم واهيم
واملأ جرار القلب نشوة من احلام لقياك ياقمري الوحيد

فراقنا هو المنتهى

كفى
لا تقل غرامك في قلبي انتهى
وانك ماعدت مطلبي والمرتجى
أنسيت سنين و رسالات الهوى ؟
انسيت عذاباتي ودموع النوى ؟
كم صبرت وكم رضيت بما لا يرتضى
وكم دفنتني بقعر احزاني في الثرى
كل هذا ولأجل وصلك انسى وأنتسى
والان ترميني بذنبك وتقول خطأي انا !
اذهب لها و وفر اعذارك و ارحل من هنا
ماعدت اطيقك .... فراقنا هو المنتهى

شكوى

كأس صدودها قاتلي
وخمرتي و زادي وعلقمي
يانظرة عرضت بين جوانحي
بها النار تستعر وتضرم
بهجرها الروح تفنى وبمقلتي
في وصل عينيها ود و تبسم
يلومني القوم في عشق محبوبة
كاتمتها الهوى حتى فاضت مدامعي
متيم ... و اكتوي بالهجر و ارتضي
بطيفها ولو زارني في حلم
مافارقت اشواك صدها حشاشتي
والنوم فارقني وصاحبني تسهدي
علليني بموعد ... واهجري
فبطيب الوعد منك تصبري

إباء

في باحة البيت ينتظروني هنا
صمتي و عزتي ووجعي انا
رفاق الدرب حاضرة انا
وان ساد الصمت باوراقي وعلا
اتشربون قهوة من دموعي انا
وتزين فناجينكم ذكريات صبا
نعم محظوظة انا
فبرغم الحب مازالت جروحي تقطر دما
وبرغم شعاع الشمس مازلت اسكن ليل الدجى
تلك اصدافي ولألئي واساوري هنا
وتلك ارضي التي سقيتها حبا وادمعا
تلك مرآتي التي شهدت ينابيع الصفا
والان يكسوها الرمل وملامح الجفا

ضمني

انا على وشك الوقوع في عينيك من جديد
على وشك هاوية غرامك العميق البعيد
من بعد اغتراب ورحيل الالاف السنين
يعود همسك ليحي في قلبي اللهيب
ذاك الصوت المخملي يداعبني بالحنين
وكلماتك وانفاسك التي تأخذني اليك
من دون مقاومة اهفو وارنو اليك
واخطو نحوك وامد يدي اليك
ابكي بحرقة واشتكي منك اليك
واسائلك كيف تركتني تلك السنين
كطفلة يملؤها الحب وتبكيك كل ليل
........
اشتقت لك ...ولكل يوم رأتك عيني
اشتقت لك...و اشتقت للعشق بعينيك
اشتقت لك ...والحنين يغمرني بذراعيك
اشتقت لك ...و ...
ضمني ...
فلن تقول الكلمات مقدار حنيني اليك
ربما يستطيع قلبي البوح بأحساسه اليك
وتجري الحروف من عيني وتغفو بعينيك
.....
ضمني ...
...

سيدتي

تثيرين الهوى
وتثيرين الخيال واحلام غوى
كم من عاشق في مرفأ عينيك هوى
وكم من قصيدة بيتها وعجزها منك ارتوى
سمرائي ان القلوب خلقت للحب لا للثرى
لا تجعلي الايام تزيدك غرورا وتجبرا
فالحب بالبراءة دوما كان ويكون اجملا
تشبهين الهوى
لا بل تشبهين عطرا وقارورة من ندى
ينام برحيق عينيك ويصحو بابتسامة جفنك مكللا
احبك سيدتي انا
بلا عينيك لا طعم للمطر...ولا لعبيري شذا
ولا نخل في واحاتي ولا انجما ولا شهبا
جنتي ونعيمي بعينيك وقلبك لي ابغي منزلا

لا تخافي

لاتخافي الحب ...
الحب سحر الورود
لا تخافي القرب
فالارض وديان ودروب
اهواك والكون يمضي
لايعرف نهاية و حدود
الخوف ياطفلتي سراب
يحاصرك باغلال وقيود
انزلي للبحر
ولاتخشي غرقا وجمود
حبيبتي انت
والعشق بثغرك موصوف

لن اكسر جمال السر بداخلي

صمتا يادواويني
فالسر بداخلك مكتوب
صبرا يا مواويلي
فالبوح بعينيك ممنوع
كل السفن والمرافئ تترقب
كل الصحف والمجلات تتحضر
خيال وجهه يلوح في المرايا
وعيناي في عشقه كالسبايا
ملك العرش و مالك القلوب
حنينك شوق وليال ودروب
وسرك خنجري الساكن بالضلوع
رهينة وجدك مولاي واعترف
حبك نار تحرقني ولا أكترث
زد الهجر ..فبهجرك صحرائي تعتشب
وسفن ذكرياتي في امواجك ترتطم
جئتك والرياح تحمل شعري المنسدل
جئتك والبحر نكتب اشعارا ونرتجل
جئتك ونسمات الليل في عيني تكتحل
والياقوت مكتنز بشفتين نجواها غزل
جئتك يا أبهى من احلامي و الخيال
يابدايات عمري ونهايات المحال

انكسار

اصرخ بأعلى صوتك
اصرخ بملء رئتيك
قل لهم انك انتصرت في النهاية
وانني هزمت على يديك منذ البداية
اخبرهم بوعودك الكاذبة
اخبرهم بأحلامي الواهمة
تفاخر واحتفل بقلبي المكسور
وحيلك وتجاوزك بنجاح المحضور
اخبرهم عن جرحي والنزيف
وكيف اوهمتني بالربيع في عز الخريف
وكيف اني صدقتك بمنتهى البلاهة
واعطيتك كل ماسألتني بكل بساطة
اخبرهم عن غرقي بدموع الضياع
وانتصاراتك وفتوحاتك من دون اي صراع
اخبرهم انك كسرتني وذللتني
و اني رجعت اجر اذيال خيبتي
واذهب واغلق الباب وراءك
ودعني انوح بصمت وامحي اثار ضباعك
اتركني ألملم اجزائي
واغسل بالصبر اشلائي
انتزعك من انفاسي
واداوي من سم اشواكك ازهاري