حلم

ليل جميل

و يجوب فيه القمر

هنا أنا ..

ومعي حيبي يسهر

يخبرني انه ... من جمالي القمر يحتجب

و أن النجوم في عيوني انا تجتمع

مواعيد الغرام تجمعنا

و غيهب و اشتياق يضمنا

همسه يلون اساطيري المهجورة

و ذكرى سهاده متكسر كأرجوحة

كحلم ... موعدي معه

كجرم ... قبلتي لفمه

يقتات بظلمة الليل

و في النهار يعلو مده

يهتز الزوال بصبح الربيع

و يراقص الزمان بغروب و لهيب

لو أزهرت الشمس ...سأكون بين يديه

و لو أشرق الليل ...فنومي بين جفنيه

يقترب على مهل

يتثائب ظل الربيع من النوافذ

و أغيب في عيناه بظلالهما الجاحد

يقترب على مهل ..

ووقع خطاه ...غزل ..ووجل

عيناه تلثمني في زوايا الطريق

و تطغى الرياح بأوراق الشجر ... بوجهي الحزين

بأبتسام ماكر ...

و سحر آسر ...

يراودني

كنغمة ..

كرحيل ..

كأصوات الانين

يغزوني بلمسة ...فيها أثم كبير

و أتلاشى كعدم ...كغبار السنين

يوصد الابواب ورائه

و يضع في فمي طلاسم هوائه

بيني و بينه رداء حرير

و رغبة مرجومة ...كموقد قديم

ماذا هو فاعل ؟ .... و ماذا بي يصير ؟

شهب راجمة

أبيات بالية

و دفاتر مغبرة

تومض فيها ظلمة الهاوية

تواريك عني ليال باردة 

و صدى نبض و أدعية صامتة

يوسوس الغروب بأذني

نجومي باتت واهنة

ترتجف المساءات بأكوان آفلة

و أغرق في فراغ و شهب راجمة

لو أنني أستفيق على أحلام صبر

لربما كنت الان من رحيقك شاربة

بموضع من الزمان أسير

و عريشتي ذكراك القائمة

أتدري عن أنتظاري ؟

و عن تلك الفتاة الحالمة

عن غرام أنطوى بفتور

عن انعكاس عينيك في الساقية

كنت وميضاً مضى بحياتي الخالية

كنت دمعا بين أهدابي

و ستبقى حتى مماتي

بين

شحوب خطى الوهم على الرصيف

و وداع و ضباب و حلم حزين

تضج صرخات الاسى بجفني

و موج نسيم ينساب بسعف النخيل

بين ... تمتد اغصانه وانتحب

و اشباح شقاء تذوب و تنتفض

امضي بطريق يكتحل به الضجر

و يغرق الليل بعناق حزين

ترنو الى ذراعي اشواق

كشوق عتمة عطشى لقمر ينير

حائر الفجر

يا ذنبي الذي لست أتوب عنه
يا رشفة من الجمر
يا جوانح مهجتي الحمراء
أنني أصبت بحرق
خنجر الليل يطعنني
و يخاصر خطوتي ذئب الحنين
أكاد أحطم ندب الهوى
فيحطمني الهوى بفأس السنين
تترنح عيناك في خمري
والشفاه تندى بالرحيق
حائر الفجر ... ثمل
يخفق جمره بسوسنة ليل طويل
بفم متوجف ... وينبوع عشق ظليل
يا دعوة سكرى ... يا أثمي الحبيب
كيف غرست الدجى في مقلتي
 وهل الى التوبة عنك من سبيل

عشق يرويني بأشتعال

لي منك عمر بأكمله 
ليال سهرنا بها
وعقد من العشق
فيها كنت أميرة
وكنت لي و لعرشي ملك
اعيش على ذكرى همسك
و اعتناق الغرام من مبسمك
ياعمري الذي مضى
و ياحبي الجميل
اشتقت لعناقك و لليلنا الطويل
لغنجي كانثى بين يديك
تهواك وتضمك
انا والقلب لهواك أسرى
ومسائي ببعدك حزين
اتذكر دلالي والجمال
ينبع مني كلما اقتربت مني بانفعال
ماعرفت في العمر اجمل من
عشق يرويني بأشتعال

ريق سلسبيل

عد ليلة و امض بعيدا
لن اثنيك عن الرحيل ... قد بت غريباً
لكن ...حنين مأسور في قلبي يرنو
كلما لاح طيفك يعانق القنديلا
الريح تنادي بصخب رهيب
و خيالك يقترب اكثر و يزيد
ادرك ان لا جدوى من حلم قديم
اجتاحني يوماً و علق مهجتي كالصليب
لكن ... قدماي تأبى المسير
من دون ضمك لصدري لحظة بتنهيد
بدون لحظة غمر اذوب بها برهف جميل
بدون رعشة هوى ... و ريق سلسبيل
بدون إغماءة آه على شفاه و خد أسيل

جليده المتقد

ماكنت اعلم أني في ظلالك غارقة
و قلبي ضمآن يلثم الافق
اشدو بلهيب زهر حطمني
بشفاهك المتجردة من كل عيب
بالامس مددت يدك بمنعرجات الليل
ولحن الدرب يعربد في الفجر
فانثال ضباب من سحر
و انسل بين همساتي كالغمد
خفق الهوى بخافقي خجلاً
و اصطدت مني القبل واللثم
يا لعنة الخفق لاتهلكي مضجعي
بالامس كان يمارس نزقه على وتري
يجيء بعصف و بسنا ذائب
و بعيني صدى هواه اشربه و ابتل
برنين و لجة اشتعال القلب يغمرني
افديه بنبضي و لظى جليده المتقد

قهر

ما هو حدك يا ظلم ؟

ماهو آخرك يا حلم  ؟

أيعقل أن لا يرف له جفن ؟

ألم يخلق الله له الدمع ؟!!

القسوة في قلبه كالنبع

و ذاته هي القاتل و المقتول

سبحانه من يكسر الطاغوت بالقهر

سبحان من يجعل سجن المرء قلبه

و اليد التي طعنت ....تود لو تغتسل بماء الطهر

خالق السماء لا يعلوه أحد

و هو نسي لوهلة قدره و العهد

نسي أن المستضعف له وعد

بأن له نصراً من رب الكون ولو من بعد

يا أبن آدم ..لا تطغى

لا تظلم

فسبحانه يمهل و لا يهمل

أود الموت

أود الموت ...

أود التلاشي ...

كما يتلاشى النهار بحضن الليل

أود الانسحاب من كل شيء

من كل يوم  ...وكل  شخص

من كل إلتزام ...وكل واجب

من إحساسي المرهف  وإحساسي الجارف

أود الاضمحلال ...

كنهاية نهر جف منبعه...

أود التوقف عن التنفس

بات التنفس يؤذيني

كخنجر مسموم ....أو طعنة في الصدر تدميني

لا تسألوا عني يوماً

و لاتتسائلوا لم الموت هو الحل ...

هرمتُ وهرمَت معي سنين شبابي

حتى بت في  أرذل العمر

تجاعيد الحزن تغطي قلبي...

و شاحب هو لون شراييني..

ماتبسم الثغر منذ دهر

حتى صار الصمت قبري  و تأبيني

هامش السعادة

هذه أنا ..

أنا ...

يبدو أنني ..

نسيت لوهلة ..

نسيت أنني أنا التي تبكي ...و أنت الذي تطغى

يبدو أنني سهيت للحظة ...

عن واقعك أنت و واقعي الذي له يرثى

تناسيت لفترة خناجر حروفك ... و نزيف حروفي

نسيت قمعك ...و تجبرك

و نسيت خضوعي و ضعفي

يبدو أنني فعلاً نسيت ..

جرحك الآن يؤلمني كأول جرح

و بكائي الآن يحرق عيني أبشع حرق

تذكرت الآن أيامي معك الثكلى

كانت و ستكون هكذا طالما أحيا

نسيت أن أصم أذني عندما تغضب

نسيت أن أحتضن أوردتي و الى الخيال اهرب

نسيت أنني على هامش السعادة أرقد

و أنك الذي تظلم..

و ليس لي حق التكلم

نسيت الصحو في منتصف الليل و رئتاي تخلو من الهواء

نسيت الألم في صدري

و رجعت الآن أشعر بهذا كله

رجعت للسجن من بعد حريتي

رجعت للإحتراق بعد إندمال الجروح

رجعت لنحيب قلبي و إرتعاش يدي

أبكي .... و الريح تجفف لي دمعي

البوح المبحوح

هلا تركتني يا حب

دعني أتنفس برفق

ما وددت يوماً أن أكون قاتلاً أو مقتولاً

و لا رغبت بعلاقة لي مع القتل

تباً يا عشق

قاسمته الاذى و تجرعت الاذى مع الصمت

أهديته النوى و أهداني الهجر و الحرق

ماهو الفرق ؟

كنت أهواه و يهواني هو بحق

و الآن ...

بتنا ذكرى موصولة بمرساة...قدرنا الغرق

أكتب له كل مساء

و يكتب لي في الغرب و الشرق

الصمت يجمعنا

و بوح مبحوح بهمس و أرق

علقم

قال : إذهبي ... كأسك بات مراً من بعد شهده

والثلج غطى أوردة كانت بهواك تلتحف

قال : الدرب بنا مضى و أنتهينا بغربة

و حملت لأحلامي النعش .... ماعاد لي حلم

قال ... وقال ... وصرختُ بصمتي المجنون

نحرت الهناء بخنجر مسموم

بخطى كالجمر مشيت لعزائي المنكوب

و صغتُ الفراق بمقلة دامعة و بذنوب

أنفض ماتبقى من خيبة خرساء

ومهجة مكسورة ... مثقلة بأعباء

بشهيق سر وسيف وليلة ظلماء

أقاسم العلقم مرهُ ...وحزن نايي والاصداء

ميتة بهيامي

أوشئت قتلي بغرسك الترحال
تلقى غيري ويغزوني جيش الهم جبار
نكثت عهدا بالهوى عاهدتني وطيب احتضان
تركتني لغربة و حزن ... لقنوط احداقي
أمسك الابتسام عن مبسمي و أرضي اصبحت جرداء
و نأت عن يدي يداك ...جف فراتي و أغتربت بأوطاني
جحودك و هجري داءي و أحتضاري
بت حطباً للشوق ... للهوى وعشق راحل مزدان
أنا ياسيدي زجاج محطم ..مهشمة هي آمالي
كطفل خائف من ظلمة  ...ويلثم الدمع مني المآقي
أرتكبت إثم القرب و أدفع الان بحرقة كفارة الآثام
أنام على حلم مزهر و يوقظني ألم إختناق أوصالي
يراود خيالك مخدعي و ثغر طيفك يقبل ثغري
وتهمس (ضمي فؤادي لقلبك ) ... آه محض أحلام
لا أقوى على الوجع ...حيلتي لاتقوى على عذابي
أرقت من رحيق الروح مايجرح القلب حتى الممات
يا جرحاً غير ملتئم ..
ياحريق جوارحي... أنني ميتة بهيامي

الصمت المزمجر

هل أنا ذات الحب ؟

ام كان الحب معي في منتهاه ؟

هل كان الطريق الى قبري معبد 

ام كان الصدى يرتسم بغموض الحياة ؟

أقبلت في صمت مزمجر

أقتسم معه نبض النجاة

وقلبي مفعم بمخدر

يشاركني النوم والصحو والمأساة

كنت أخفي وسادة بها أدمعي

و أقول رب ليلة تمضي من دون بكاء

هل يموت المرء بموت فؤاده 

ام يكابر ويمثل جميع أدوار الحياة

حفظت الود وخبأته بين ثنايا اللقاء

و شربت الخمر من بحر ...رماله عمري وسنواتي وضياعها هباء

نداء اللظى

يا ليل ...تغرب القلب

و بات السنى بنفحاته يرشفني

بين قرب و بعد ..طيفك الشاجي يأسرني

أين أنت من ذكراي يا جمر

تدعوني و عيناك مضجعي و شعاع قمري

تعانق صدى الربيع و بكرم العشق تشربني

بشفاه يصدح فيها الحب وخمر شفاهك يسكرني

أتنسى رغبة بالتماع الشهب صادفتني ؟

ولبيت نداء اللظى بداخلي مستعر

لاحت في عيناك اسطورة الحب و صباه

و أبصرت في ثغري قبلة بانطباق الشفاه

همست ... تعالي .. أود تذوق إرجوان شفتيك

و أترنم بظلال شوق حزين موشوم على عينيك

تغمغم بهمس فاغيب في سكر و في وسن

و ترتخي ذراعي كأغماء ... كطفل يرنو الى المهد

تقتادني في غمرة ... و خصري بين يديك يغفو

في هجير الرؤى .. وجسدي و أنوثتي إليك تصبو

ياليل ...خفوق قلبه يناديني

تعالي هنا ... هنا بيتك ... وهنا منبع حنيني

دجى انتظار

سنى صباح مهجور يصطبغ بضوء ضئيل

و أغوار بقايا سكون و اضمحلال إبتسام حزين

يختفي الموج رويداً بغمغمات شاطئ شمالي جميل

و يتلألأ الرجاء في ليل شوق عتيق

يطوف قلبي و يرتج كرمال في مهب جمر الرحيل

أنا الغريب ... الشاحب في شوارع الخريف

أنا الماضي وجهي كمنزل مهجور بأفياء النخيل

أسير باحثاً عن مقلتين فيها من ملامحي الكثير

و فيها ضلال الهوى وحلم قلب واجف عليل

بعيداً عن غيهب الغروب الشارد و دجى انتظار حاني مميت

النبض المستفيض

أبصرتني من بعد غبار السنين

بعيون تستطلع الماضي والحب الدفين

أغيب في عيناها والثغر يشتهي ذاك الثغر الجميل

و سنا الغروب ينام على خديها و ليلي طويل

خيال من نبضي المستفيض يصب في عيناي أجمل لقاء

و تبعد و يطل طيفها و يعلق بكل حروف النداء

تسبر أغوار حشاشتي و أساطير وصلها تسكر بانتشاء

في لمحة ...يرنو إلي وجهها كشاطئ و مصباح

و يتلاشى بظلمة فراق و ارتخاء مباح

خمرية اللون ...شاب الهوى و استرق الدفء من الندى

والبعد عنها يزيدني صبابة ...يارب لاتحرمني هذا الهوى

أعيش على احلام وصلها وهجر ليل النوى

وأخاف عليها من لهفتي في حلم يزمجر فيه الصدى

برعش شفاه تهمس الحب بابتسام متعانقا

وارتجاف ضلوع و ألوان مخدع مفعم بالشذى

أتركيني أمضي ...فالريح تعصر فؤاد شاحب مغمغما

بدخان غوى ...ومنزل مهجور ...وليل مقمرا

أخبرني

أخبرني ..

لو اطيق الهجر ....كيف اطيق الأنين ؟

حبك مقيم في خاطري ...كيف أعصي أمر القلب الحزين ؟

و هل الى الوصل من راغب الا العاشق الملهوف لقرب الحبيب

لو تدري بما بي من علا  ..لأجل عينيك اصبحت ذليل

مات الصبر بداخلي و خاب الرجا و اصبحت سقيم

ترشفت ايام البعد بزمان يجور ظالم و أليم

لا تغب عن خافقي ...بكيتك وأظلمت من بعدك شمس الاصيل

صبراً

يعذلوني في هواه
في لوعة حب و عطف واشتياق
ليت يذكرون عهد عينيه في الهوى
حملته بوجنتي وشفاه لها منه ارتواء
يجود بوصل كالغصن اعطافه ترنو في غابتي
وصهيل شفتيه ندى على ثغري المضموم باستحياء
لو سكتُ عن عطاياه ...تبوح هواجسي بطيفه كلها سواء
يامالكاً للقلب إسقني الشهد من ثغرك ..إنني عطشاء
لا يصدُك عاذل ...انهم يحترقون بنار شوقي الحراء
أوقد الله الحب في حشاشتي من فيض لحظك المضاء
وكتبت فيك خواطري وتركت كل قول عنك فيه فحشاء
صيرتني ساهد يقتاتني الليل وطيف عينيك باصغاء
حتى تنجلي غياهب الظلمة لنور فجر يحمل بطياته حلم اللقاء
دجى الليل يتوعدني بفراق الحبيب والهجر والاخفاء
و صبوتي في الحب تغلب كل ظن ..في قفرها خافق الاحشاء
تسري في طريقك قوافلي ..الحب والوفاء وطيب الوصل حد الفناء
ويأتني الرد بطرف العين ..صبراً ..إنني أهوى العشق فيك يا سمراء..