نداء اللظى

يا ليل ...تغرب القلب

و بات السنى بنفحاته يرشفني

بين قرب و بعد ..طيفك الشاجي يأسرني

أين أنت من ذكراي يا جمر

تدعوني و عيناك مضجعي و شعاع قمري

تعانق صدى الربيع و بكرم العشق تشربني

بشفاه يصدح فيها الحب وخمر شفاهك يسكرني

أتنسى رغبة بالتماع الشهب صادفتني ؟

ولبيت نداء اللظى بداخلي مستعر

لاحت في عيناك اسطورة الحب و صباه

و أبصرت في ثغري قبلة بانطباق الشفاه

همست ... تعالي .. أود تذوق إرجوان شفتيك

و أترنم بظلال شوق حزين موشوم على عينيك

تغمغم بهمس فاغيب في سكر و في وسن

و ترتخي ذراعي كأغماء ... كطفل يرنو الى المهد

تقتادني في غمرة ... و خصري بين يديك يغفو

في هجير الرؤى .. وجسدي و أنوثتي إليك تصبو

ياليل ...خفوق قلبه يناديني

تعالي هنا ... هنا بيتك ... وهنا منبع حنيني

دجى انتظار

سنى صباح مهجور يصطبغ بضوء ضئيل

و أغوار بقايا سكون و اضمحلال إبتسام حزين

يختفي الموج رويداً بغمغمات شاطئ شمالي جميل

و يتلألأ الرجاء في ليل شوق عتيق

يطوف قلبي و يرتج كرمال في مهب جمر الرحيل

أنا الغريب ... الشاحب في شوارع الخريف

أنا الماضي وجهي كمنزل مهجور بأفياء النخيل

أسير باحثاً عن مقلتين فيها من ملامحي الكثير

و فيها ضلال الهوى وحلم قلب واجف عليل

بعيداً عن غيهب الغروب الشارد و دجى انتظار حاني مميت

النبض المستفيض

أبصرتني من بعد غبار السنين

بعيون تستطلع الماضي والحب الدفين

أغيب في عيناها والثغر يشتهي ذاك الثغر الجميل

و سنا الغروب ينام على خديها و ليلي طويل

خيال من نبضي المستفيض يصب في عيناي أجمل لقاء

و تبعد و يطل طيفها و يعلق بكل حروف النداء

تسبر أغوار حشاشتي و أساطير وصلها تسكر بانتشاء

في لمحة ...يرنو إلي وجهها كشاطئ و مصباح

و يتلاشى بظلمة فراق و ارتخاء مباح

خمرية اللون ...شاب الهوى و استرق الدفء من الندى

والبعد عنها يزيدني صبابة ...يارب لاتحرمني هذا الهوى

أعيش على احلام وصلها وهجر ليل النوى

وأخاف عليها من لهفتي في حلم يزمجر فيه الصدى

برعش شفاه تهمس الحب بابتسام متعانقا

وارتجاف ضلوع و ألوان مخدع مفعم بالشذى

أتركيني أمضي ...فالريح تعصر فؤاد شاحب مغمغما

بدخان غوى ...ومنزل مهجور ...وليل مقمرا